“كورونا” البدايات والنهايات

بقلم: مونية فتحي

0 875

“الريان المغربية” – “العالم قرية صغيرة” عبارة لطالما ترددت على مسامعنا لتوصيف العولمة، لكنني أجزم أن أكبر المعتقدين بهذه العبارة ولو كان صاحبها  نفسه أن يتخيل ما يعيشه العالم اليوم من تكريس لمفهوم المواطن الكوني الذي يتشارك الأمل والألم نفسه في العالم بأسره  لمواجهة هذه الجائحة، والتي تحلم فيها الدول بفارس مغوار لهزمها غير أن دور البطولة هنا لا يتطلب العضلات المفتولة أو التهور والأقدام بل مجرد التزام البيوت ورفع مستوى النظافة والوقاية، عرض كان من المفروض أن يتهافت عليه الحالمون بالبطولة لسهولة الدور غير أن الواقع أثبت صعوبة ال”casting ” فربما تغيب المسؤولية، الصبر والتلاحم عن بعض شبابنا، لكن ولله الحمد أن هناك نصف كأس مملوء يبرز شجعانا يحترمون الحجر الصحي والطوارئ ويتفننون في ابتكار أساليب لاستمرار الحياة ودعم المحتاجين وإتمام التحصيل العلمي دون إغفال الجهود الحثيثة لدوران عجلة الاقتصاد ولو بأخف الأضرار، إنها شبكة متجانسة ومتشعبة تحاول إفراز ثنائية دولة-مجتمع أكثر قوة .

الحقيقة أن المحنة في بدايتها وبعض الصعوبات  التي نعيشها هي من قبيل عثرات البداية ويفترض أن تكون فاتحة خير أمام طاقات ومواهب همشت وغيبت وطالها الإهمال لكن معدنها الأصيل والنفيس يأبى إلا أن يشع بنوره وألقه رغم العتمة، يفخر الوطن بأبنائه في شتى المجالات العلمية والتقنية والطبية، هذه البدايات لا بد لها أن تستمر للوصول إلى الهدف المنشود لكن من الأجدر أن تسبقها نهايات حتمية كذلك لترسيخ قطيعة مع ممارسات الماضي، فأولى النهايات تكون مع إهمال منظومتي التعليم والصحة التي ترتكز عليها الأمم في زمن المحن، نهايات مع سياسات خصخصة تنتهك المقدرات وتترك المواطن الأعزل تحت رحمة الخواص دون رقيب أو حسيب، نهايات مع سياسات اللاتواصل والوعود الكاذبة، مع الهشاشة مع التفقير، مع  …

تلكم الوصفة الأولى و الترياق الأساس لتقوية هذا الوطن الذي تنخر جسده الفيروسات والطفيليات منذ زمن بعيد .

بمسحة من الأمل فإننا  نفتخر بإشراقة البدايات لكن الحذر كل الحذر  فالنهايات التي لا يصحبها حال البداية لا يعول عليها.

                                                                        بقلم: مونية فتحي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

التخطي إلى شريط الأدوات